كيمياء الصحة...
أمكنة في الجسم لا يصلها الدواء
بعد أن يتناول المريض الدواء،على المادة الكيميائية في الدواء أن تجتاز متاهة حقيقية وعليها أن تبقى حية في رحلتها عبر المعدة وأن تدخل الأمعاء سليمة قبل اختراقها الجدار المعوي وانتقالها خلال الدورة الدموية ، وما أن تصل إلى الدم حتى تتعرض للترشيح في الكبد قبل أن تصل إلى باقي الجسم. أي أن على المركب الدوائي أن يقاوم _ في كل محطة على الطريق_ أحماض العصارات الهضمية ويقفز على الحواجز الغشائية ويتقي الإنزيمات المصممة لتقطيعه إرباً لا فائدة منها.
وقد توصل العاملون في الصناعات الدوائية إلى حلول مختلفة لمساعدة الأدوية على اجتياز تلك العقبات إلّا أن هذه الحلول لا تنجح في كثير من العقاقير الأخرى.
تعتمد إحدى هذه الاستراتيجيات على تغليف حبوب الدواء بقشرة لا تذوب في إفرازات المعدة، بل تذوب مباشرة حين التقائها بالوسط الشديد القلوية للأمعاء الدقيقة.
وإن إيصال العقار عن طريق الحقن يتفادى العقبات التي تفرضها الأمعاء والمعدة ، ولكن المشكلة أن كثيراً من الناس يمتنعون عن حقن أنفسهم ويرفضون زيارة الطبيب يومياً.
نتيجة لذلك شرع العلماءفي البحث عن طرق أفضل ، وفي العقدين الماضيين تم تصحيح العديد من النظم البديلة لإيصال الدواء وأصبحت الأدوية البديلة تعطى على شكل لصقات أو غرسات أو حقنات ذات مفعول طويل المدى أو هلامات موضعية أو رذاذ أنفي أو أذني .وتتوافر حالياً في أوروبة إستنتات - شبكات- مغلفة ببولميرات تستطيع إطلاق الدواء وقد أظهرت حتى الآن نتائج جيدة في الحفاظ على أوعية الدم مفتوحة بعد إزالة الجلطة بإجراء يدعى رأب الوعاء angioplasty.
وقد ابتكر العلماء طرقاً غير باضعة لإعطاء الجزيئات المعقدة مثل استخدام فائق الصوت ultrasound لدفع الأدوية عبر الجلد بدون ألم ، كما جمعوا بين التقدم في التقانة النانوية والتركيب الميكروي لصنع شيبات- رقائق- ميكروية microchips قابلة للغرس تستطيع إيصال الدواء بدقة وحسب جدول مواعيده