بسم الله الرحمن الرحيم
الخوف من الله تعالى
الحمد لله :
وبعد :
• الراقد الغافل لابد له من :-
- إفاقه من سكرة الهوى
- انقطاع صله القلب عن الأرض
- مؤثر ضخم ينبهه ويشده
وذلك المنبه هو :-
[ الخوف من الله تعالى ]
• أهمية الخوف
يقول ( ) ( من خاف أدلج , ومن أدلج بلغ المنزل ,ألا إن سلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة ) صحيحة (ح \2335 )
كل الأنبياء قالوا لأقوامهم :
( إنا نخاف عليكم عذاب عظيم )
دعوة النبي ( ) لقومه من على الصفا
عن إبراهيم بن شيبان قال : [الخوف إذا سكن القلب أحرق مواضع الشهوات فيه , وطرد منه رغبه الدنيا , وأسكت اللسان عن ذكر الدنيا ] شعب الإيمان 1\513
وقال ذا النون : [ الناس على الطريق ما لم يُزل عنهم الخوف , فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق ] تهذيب مدارج /27
• الأمور التي تدفع إلى الخوف
أولا : الخوف من مغبة التقصير في حق العبودية .
ثانياً : الخوف مهابة لله عز وجل .
ما للعباد عليه حـــــق واجب كلا ولا سعي لــــــــــديه ضائع
إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله , وهو الكريم الواسع
الوابل الصيب /128
ثالثاً : الخوف من عاقبة الذنوب
رابعاً : الخوف من غضب الله
قال تعالى ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ . أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (لأعراف:97-98)
خامساً : الخوف من الاستدراج
قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إذا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإذا هُمْ مُبْلِسُونَ . فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:42-45)
سادساً : الخوف من محبطات العمل
أ ) الريا
ب) الإعجاب
ج) الشرك
د) المن بالعطايا
سابعاً : الخوف من عدم قبول الأعمال
قال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) (المؤمنون:60)
ثامناً : الخوف من الخذلان
قال تعالى ( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) (التوبة:46)
تاسعاً : الخوف من سلب الإيمان
قال تعالى ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:99)
عاشراً : الخوف من سؤ الخاتمة
الحادي عشر : الخوف من لقاء الموت
الثاني عشر : الخوف من سكرات الموت وقبض الروح ومعرفة للصبر
ثالث عشر : الخوف من ضمة القبر وسؤال الملكين
رابع عشر : الخوف من الحبس في النار
• الوسائل العملية لاستجلاب الخوف :
كثرة ذكر الموت
الاستماع إلى المواعظ و القراءة في كتب الرقائق
إحصاء الذنوب
التفكر في أسباب الخوف
ويقول أحد الصالحين : [ قلة الخوف من قلة الحزن في القلب , وإذا قلَّ الحزن في القلب خرب كما يخرب البيت إذا لم يُسكن خرب ] شعب الإيمان 1/514
وعن إبراهيم التيمي قال : [ ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف ألا يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر:34) ينبغي لمن لم يشفق أن يخاف ألا يكون من أهل الجنة
قال تعالى (تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (الشورى:22)
شعب الإيمان 1/517
أحوال في الخوف
عن ابن عباس قال :قال أبو بكر يا رسول الله أراك شبت ؟ فقال : ( شيبتني هود والواقعة والمرسلات , وعم يتساءلون , وإذا الشمس كورت ) صحيح الجامع ( ح/3723)
يقول ابن القيم [ ومن تأمل أحوال الصحابة رضي عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف , ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والأمن ] الداء والدواء /80 لابن القيم
أبو بكر
[ وددت أني شعرة في جنب مؤمن ]
[ ليتني خضرة تأكلني الدواب ]
[ كان يمسك بلسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد ]
[ ابكوا فان لم تبكوا فتباكوا ]
عمر
- قرأ سورة الطور حتى إذا بلغ ( إن عذاب ربك لواقع ) بكى واشتد بكاؤه , حتى مرض فعادوه .
[ بل ويل أمي ان لم يغفر لي – ثلاث – ثم قضى ]
من قوله لابن عباس عندما قال له مصّر الله بك الامصار , وفتح بك الفتوح وفعل وفعل
قال [ وددت أني انجو ولا أجر ولا وزر ]
[ كان إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته ويقول : لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي , لاخترت أن أكون رماداً , قبل ان أعلم إلى ايتهما اصبر ]
أبو هريرة
يبكي في مرض موته .
فقيل له : ما يبكيك يا أبا هريرة
قال : أما إني لا أبكي على دنياكم هذه , ولكن أبكي لبعد سفري , وقلة زادي , أصبحت في صعود مهبطة على جنة ونار , فلا أدري إلى أيهما يسلك بي .
حياة الصحابة 2/ 377
عمر بن عبد العزيز
بكى يوماً فبكت فاطمة بنت عبد الملك , فبكى أهل الدار , لا يدري هؤلاء ما أبكى هؤلاء . فلما تجلى العبر .
قالت فاطمة : بأبي أنت يا أمير المؤمنين مم بكيت ؟
قال : ذكرت يا فاطمة منصرف القوم بين يدي الله عز وجل , فريق في الجنة وفريق في السعير , ثم صرخ وغشي عليه . صلاح الأمة 4/213
أحمد بن حنبل
[ الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب , وإذا ذكرت الموت هان عليَّ كل أمر الدنيا .
إنما هو طعام دون طعام , ولباس دون لباس , وإنها أيام قلائل , ما أعدل بالفقر شيئاً , ولو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر ] سير الأعلام 11/215-216
قال أبو علي الثقفي قال : كان أبو حفص يقول :
من لم يزن أحواله كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره , فلا تعده . سير الأعلام 12/512 والمنجد 1/47
قال إبراهيم التيمي :
مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها , وأشرب من أنهارهـا وأعانق أبكارها . ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها , وأشرب من صديدها , وأعالج سلاسلها وأغلالها فقلت لنفسي : يا نفس أي شيء تريدي ؟
فقالت : أريد أن أُرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً .
قلت : فأنت في الأمنية فأعملي
يقول ابن عطاء الله :
" خــــــف من وجـــــود إحسانه إليك ودوام إساءتك معه أن يكــــــــون ذلك استدراجاً لك "
والحمد لله رب العالمين