5- التوافـُر الحيوي للأدوية Drug Bioavailability:
• يعبّر عن تركيز الدواء الحر داخل البلازما (وهو عدد الجزيئات الدوائية الفعالة الحرّة [النسبة المئوية الحرة] المتوفرة في البلازما والتي لم تتعرض لعمليات الاستقلاب والتي تتفاعل مع المستقبل الخلوي لإحداث التأثير [الرصد] الدوائي المطلوب أثناء العلاج).
• إن لكل دواء تركيز علاجي فعّال يجب أن يصل إليه وإلاّ فلن يُعطي التأثير الفعال، ويُقاس باستخدام تقنيات متعددة وأجهزة نذكر منها جهاز (HPLC) أي الاستشراب السائل ذو الأداء العالي.
مثال"1":
الديجوكسين: المُستخرَج من أوراق نبات الديجيتال، يزيد من قلوصية القلب (ويُعطى للمرضى الذين يُعانون من ضخامة القلب والذين يُعانون من زلة تنفسية) بسبب الإصابة باسترخاء القلب الاحتقاني.
• إن الديجوكسين يزيد من تقلّص الليف القلبي وبالتالي يحقق زيادة في قانون ستارلينغ الأول (قلوصيّة إيجابية لكن من ناحية النظم ومعدل ضربات القلب فهو يُحدِث تأثيرًا سلبيًا).
الجرعة 1-2 نانوغرام.
• إن مجال هذا الدواء ضيق جدًا وبالتالي فإن أي زيادة بسيطة عن الجرعة الفعالة ستؤدي إلى إحداث الأعراض السُميّة للدواء.
مثال"2":
جرعة الباربيتورات هي 2-4 ملغ/كغ من وزن الجسم، وهذه الجرعة تحقق تركيز 10-15 مكغ/1 مل بلازما.
6- آليات التأثير الدوائي Mechanism of Action:
• ويُقصَد به الجواب على السؤال: لماذا الأسبرين (الساليسيلات) مسكّن للألم..؟
لماذا البنسلين قاتل للجراثيم..؟ لماذا الأتروبين يوسّع الحدقة..؟…
• إذًا.. فلكل دواء آلية خاصة به وهي:
1- آلية التأثير المركزي: مثل المخدّر العام (صوديوم ثيوبنتون) الذي يؤثّر بشكل رئيسي على الدماغ. وهناك الكوكوئين منبّه مركزي.
2- آلية التأثير المحيطي: مثل الأتروبين الذي يحتلّ المستقبلات الموسكارينية المتواجدة في نهاية الألياف العصبية نظيرة الوديّة بعد العقدية ن ن.
3- آلية التأثير المباشر: مثل الأدرينالين والنورأدرينالين اللذان يقومان بتأثير مباشر على مستقبلات ألفا و بيتا
4- آلية التأثير غير المباشر: مثل مركب الإيفيدرين الذي يُستخرَج من الأعواد الغضّة لنبات الإيفيدرا، ويُعتبَر هذا الدواء أقدم دواء في الطب الصيني.
- يقوم هذا الدواء بتوسيع القصبات بشكل غير مباشر عن طريق تحرير الكاتيكول أمين ومنها الأدرينالين الذي يقوم بالتأثير على مستقبلات 2 فتتوسع القصبات.
• وبالتالي نلاحظ أن آلية التأثير غير المباشر أبطأ من آلية التأثير المباشر.
5- عن طريق الوسائط (الناقل الثاني) مثل c AMP - cGMP؛ حيث ينتج AMP من ATP عن طريق أنزيم الأدنيل سيكلاز. يقوم cAMP بتنبيه الودي بتأثيره على المستقبلات الأدرينرجية ولذلك فالأدرينالين يزيد من كمية cAMP.
• أما cGMP فينتج عن GTP عن طريق الغوانين سيكلاز. ويقوم بتنبيه نظير الودي بتأثيره على المستقبلات الكولينرجية ولذلك فالأستيل كولين يرفع نسبة cGMP.
ملاحظة:
إن الودي يزيد cAMP وينقص cGMP أما نظير الودي فيقوم بعكس هذه العملية، حيث يزيد cGMP وينقص cAMP.
6- عن طريق الوسيط الحيوي: Nitric Oxide N.O نايتريك أوكسايد؛ وسيُدرَس لاحقًا بالتفصيل.
7- آلية التفاعل مع المستقبلات الخلوية (حيث لكل دواء مستقبل خاص به) في مستوى الغلاف الخلوي، وذلك حسب نظرية المستقبلات الدوائية:
(كل المواد تكون عاطلة ما لم تثبت على المستقبلات).
8- عن طريق التفاعلات مع الأنزيمات إما بتثبيطها أو تنشيطها، وكمثال على ذلك نذكر:
أللوبورينول Allopurinol حيث يثبط اصطناع حمض البول عن طريق تثبيط أنزيم الكسانتين أكسيداز Xanthine Oxidase.
9- عن طريق التفاعلات الكيميائية: مثل مضادات الحموضة، حيث تقوم بتعديل الحموضة باستعمال مركبات قلوية وتقسم إلى:
أ- جهازية: بيكربونات صوديوم NaHCO3، يعدّل حموضة المعدة ولكنه يُمتَصّ جهازيًا وهذا خطر لأنه يؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة الـ PH، فهي مادة قلوية التفاعُل.
ب- موضعية: هيدروكسيد المغنيزيوم Mg(OH)2، لكنه يسبب الإسهال - هيدروكسيد الألمنيوم AL(OH)3 يسبب الإمساك، ولكن عند مشاركتهما معًا لا يحدث شيء.
7- التأثيرات الدوائية Drug Effects:
عند أخذ الدواء ووصوله للدوران الدموي فهذا الدواء سوف يتجه إلى كافة أنحاء الجسم ليحدث تأثيراته على جميع أعضاء الجسم؛ فالأتروبين سولفات بجرعته الفعالة (½ ملغ) يُرخي العضلات الملساء للأمعاء (أي أنه يعاكس تأثير الأستيل كولين) ولكن له تأثيرات جهازية، حيث:
I- يوسّع الحدقة مما يؤدي لتشويش الرؤية.
II- يقلل مفرزات الأنف والفم والجهازين الهضمي والتنفُّسي، مما يؤدي لحدوث الجفاف.
III- يرفع الضغط في البيت الأمامي للعين فلا يُعطى لمريض مصاب بالزرق العيني.
IV- يزيد ضخامة البروستات.
8- الأعراض الجانبية والتحسسية Side Effects:
لكل دواء تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها، وهذه التأثيرات الجانبية تظهر حتى عند إعطاء الجرعات الفعالة.
مثال"1":
مضادات الهستامين المتواجدة في مضاد السعال: يقوم بتثبيط الجملة العصبية المركزية. ونرى أن هذه المضادات على عدة مستويات، ولا يجوز للمريض في هذه الحالة قيادة السيارة أو القيام بالأعمال الدقيقة.
مثال"2":
حمض أستيل ساليسيليك (ساليسيلات) "تُستخرَج من قشور جذع شجر الصفصاف الأبيض": هو الأسبرين، ونرمز له اختصارًا (ASA) وهذا الدواء ذو استخداماتٍ عديدة لكنه حمضيّ التفاعل يسبب تخريش مخاطية المعدة فيُنصَح تناوله بعد الطعام.
• أما بالنسبة للتأثيرات التحسسية فنرى أن كل دواء يعتبر مستضد ومؤرّج (يسبب فرط تحسس) ولكن قابلية الأشخاص للتحسس بنفس الدواء متفاوتة. إن التفاعل مرتبط بالجهاز المناعي الذي يحتوي على الخلايا اللمفاوية B التي تتحول إلى مصوريات تفرز الأمينوغلوبيولينات والتي من بينها IgE المسؤول عن تفاعل التحسس. وهذا التفاعل التحسسي قد يحدث بشكل فوري أو قد يتأخر.
س: كيف نختار الدواء المناسب للمريض..؟
نسأل المريض إن كانت لديه حساسية تجاه هذا الدواء إن كان قد استخدمه في الماضي فلا نُعطي المريض هذا الدواء إن كان ردّه بالإيجاب ونتحول إلى دواءٍ آخر له نفس الفعالية.
أما إن كان المريض لا يدري فنُخضعه لِما يُسمى (اختبار التحسس) وذلك بإعطائه جرعات صغيرة من الدواء والانتظار في العيادة لرؤية النتائج.
هكذا نرى أن المستضد قد يكون (دواءً أو غذاءً أو بروتينات أو مواد كيماوية أو لدغ حشرات أو غبار الطلع أو العطور) فيجب التنبيه لذلك حيث أكثر ما يهمنا هو الصدمة التأقية.
9- التأثيرات السُميّة Toxic Effects:
لكل دواء جرعة دُنيا أو فعالة أو قصوى. ويظهر التأثير السُمّي عند إعطاء جرعات أكبر من الجرعة القصوى. وهذه التأثيرات قد تقع بسبب خطأ من الطبيب أو المريض أو قد تقع كمحاولة انتحار.
من هذه التأثيرات نرى:
I- عصبية مركزية: تثبط المراكز الحيوية البصلية المتمثلة في المراكز التنفسية والمركز المحرّك الوعائي.
II- عصبية محيطية: تظهر على شكل نمَل وخدَر.
III- عضلية: تظهر على شكل ارتخاءات عضلية أو اختلاجات عضلية.
IV- كلوية: مثل القصور الكلوي.
V- دموية: مثل فقد الشبكيات أو تغيُّر في نسب الصفيحات الدموية أو الكريات البيض.
VI- كبديّة… إلخ.
ونميز لهذه التأثيرات نوعين:
1- التسمُّم الحاد بالأدوية Acute Drug Poisoning: وينجم عن تناوُل جرعة كبيرة من الدواء دفعة واحدة، ويدخل ضمنها التسمم الكحولي والتسمُّم المورفيني.
2- الانسمام الدوائي Drug Intoxication: ينجم عن تناوُل جرعات ضئيلة من الدواء يوميًا وعلى المدى الطويل مثل الإدمان، ويدخل ضمن الانسمام الكحولي والانسمام بالباربيتورات والانسمام المورفيني.
يقول أحد علماء الأدوية (وهو أوليفر هولمز) في بيان ضررها السُمّي: (لو ألقينا بكل ما هو موجود على سطح الكرة الأرضية من أدوية ومبيدات في البحر لَعاش الإنسان ولَماتت الأسماك والحيوانات البحريّة).