خالد السهيل
هناك قضية نبيلة محورها: الذود عن الوطن. وهذه لا يمكن لإنسان سوي الطوية أن يزايد على أهميتها. والتعبير عن الدعم والمساندة من عامة الناس ملمح إيجابي مطلوب ويعكس حيوية المجتمع بكل أفراده وأطيافه. لكن هذا الأمر ينبغي أن يصاحبه حذر وحصافة خاصة فيما يتعلق بأحداث معينة، بحيث لا يفضي الأمر إلى تعميم التهم على فئة أو إقليم.
لقد جاءت أحداث التخريب التي شهدتها محكمة القطيف، وقبلها أحداث العوامية، حاملة في ثناياها إشارات واضحة إلى أن هناك تجاوزا للخطوط الحمراء من قبل مجموعة أفراد لا بد أن يتداعى المجتمع بكامله لردعهم.
لكن جملة واسعة من الأحاديث والتعليقات في "تويتر" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، أخذت مسارات وخطوطا اتسمت بالتجاذب السلبي، وأفرغ البعض ما في جعبته من كلمات وعبارات ما كان ينبغي أبدا أن تقال بين إخوة الوطن. فتطرف فرد من هذه المنطقة أو تلك، ينبغي ألا يتجاوز أثره اللفظي إلى الآخرين.
غير أن الحماس غير المنضبط لدى البعض، لم يوفر أحدا من تهم العمالة والتخوين. وهو أمر يتطلب ردعا. إذ ليس من حق أحد أن ينوب عن الجهات التنفيذية والقضائية في الاتهام، وتوزيع صكوك الولاء والخيانة على هذا وذاك.
إن الذود عن الوطن لا يتأتى عبر تأجيج الفتنة وتعميم الأحكام. المطلوب إدانة صارخة للتجاوزات، ومحاسبة المخربين بحسب مقتضيات الجريمة التي ارتكبوها، مع عدم إخراجها من نطاقها الفردي، لأن هذا الأمر غير حقيقي، وهو في الوقت نفسه يخدم أجندات المتربصين من الخارج، الذين يروج خطابهم الإعلامي لهذه الأقاويل باعتبارها حقائق ثابتة.